ضفدع القصب (ضفدع مارينوس)، يعرف أيضا باسم العلجوم العملاق أو العلجوم البحري, وضفدع القصب اسم أطلقة الأستراليون على الضفادع البحرية العملاقة التي تعيش في بحار أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.
وصف الحيوان:
لدى ضفدع القصب جلد جاف ومغطى بالغدد والبثور، ويصل طول ضفدع القصب إلى 20سم, وقد لوحظ أن الإناث هي أكبر بكثير في الحجم من الذكور, تتعدد الوان ضفدع القصب فقد تأخذ اللون الرمادي أو الأصفر والبني الأحمر أو البني الأخضر، وتتميز الغدد النكافية الموجودة خلف العينين بكبر الحجم، وتتوالد بكثرة حيث تضع أنثى ضفدع القصب ما بين 8000 و 25000 بيضة على شكل سلاسل طويلة هلامية الشكل يصل طولها إلى 20 مترا مما أدى إلى ازداد عددها زيادة ملحوظة في استراليا لعدم وجود أعداء حقيقيين لها في الطبيعة.
أهم ميزاته:
توجد غدد سامة في حلقومها تستخدمها في الدفاع عن نفسها،والسم هو مزيج من السموم التي تؤثر في المقام الأول على أداء القلب، كان موجودا في جميع أنحاء أجسامهم ويفرز كسائل حليبي من الغدد، تقع فوق أكتاف الضفدع.
التغذية:
تتغذى هذه الضفادع كمثيلاتها على الحشرات، وساهمت بشكل كبير بالقضاء على آفات المحاصيل الزراعية وخاصة القصب حيث تغذت على خنافس القصب في وأمريكا
الانتشار:
تعيش هذه الضفادع في أمريكا وتم جلبها من قبل البشر لبعض المناطق الأخرى لاستخدامها في مكافحة آفات المحاصيل الزراعية، الشكل التالي يوضح مناطق عيشها:
اللون الأزرق يمثل بيئتها الطبيعية، أما الأحمر فيمثل المناطق التي جلبها إليها الإنسان
غزوها لقارة أستراليا:
بعد نجاح واضح من ضفدع القصب في قتل الخنافس التي كانت تتلف محصولات قصب السكر في بورتو ريكو والبدايات الناجحة أثناء جلبها إلى هاواي والفلبين، جائت فكرة إدخالها أستراليا لتدمير الآفات التي تعصف حقول قصب السكر في ولاية كوينزلاند فأصبحت ضفدع القصب أحد أنوع من البرمائيات التي استجلبت إلى حقول قصب السكر شمالي كوينزلاند في أستراليا عام 1935م وذلك بهدف مكافحة آفات الخنافس وبعض الآفات الزراعية الأخرى.
ولكن مع مرور الأيام أصبح ضفدع القصب هو نفسه نوع مجتاح أدى إلى آفة خطرة منذ عام 1935م. فقد أخذت الضفادع تنشر سمومها لقتل كثير من الحشرات الأخرى والأسماك الصغيرة، والبرمائيات والطيور التي تبني أعشاشها على الأرض، وكذلك الثدييات الصغيرة, وقد ماتت الكثير من الثعابين التي أكلت ضفدع القصب متأثرة بسمها.
صور توضح انتشارها في قارة أستراليا
وانقرض بسبب انتشارها عدد من الكائنات في مناطقها ومنها:
1. التمساح الأسترالي: فبدأت التماسيح تموت بمجرد أكلها لهذه الضفادع مما أدى لاختفائها من البرك والمستنقعات التي انتشرت فيها الضفادع
2. الطيور الكبيرة: التي تتغذى على الضفادع، أيضاً لم تسلم من سمومها واختفت أنواع عدة من هذه المناطق
3. الأفاعي: قضت الضفادع على الأفاعي الموجودة في بيئتها واختفت عدة أنواع بشكل كامل في مناطق نفوذها
كما تم تسجيل عدة إصابات بسمها لدى البشر ولايوجد إحصائية دقيقة عن عدد البشر الذين ماتوا بسببها
والطريف في الموضوع أن هذه الضفادع لم تتغذى على خنفساء القصب التي جائت لأجلها بل تحولت للعناكب وأنواع الحشرات الأخرى الموجودة في القارة الأسترالية
السبب العلمي:
خلال قراءة السطور السابقة يخطر للقارئ سؤال: ألا يوجد أفاعي وتماسيح وطيور تعيش في أمريكا جنباً إلى جنب مع هذه الحيوانات؟
الجواب نعم، ولكن التماسيح والأفاعي في مواطن الضفدع الأصلية، نمت معه على مدار آلاف السنين فكونت أجسادها مناعة ضد سمومه مع الزمن، وأما الأنواع التي لم تتمكن من تكوين هذه المناعة، باتت تعرف أن الضفدع ليس وجبة وليس فريسة، وبمجرد أكله ستكون النتيجة الموت، ذلك أدى لتوازن في الطبيعة ووجود أعداء طبيعيين حدوا من انتشار هذا المخلوق
وعلى عكس استراليا، قضت التماسح والطيور والأفاعي، ولقت حتفها من سمومه، مما جعله في بيئة خالية كلياً من الأعداء الطبيعيين مما سهل انتشاره
مكافحة الضفادع:
جرب الأستراليون كافة أنواع السبل لوقف غزو ضفادع القصب للأطراف الساحلية للقارة. فهناك لعبة جولف الضفادع حيث يتم قلب الضفدع على ظهره وضربه على بطنه بعصا الجولف أو أي عصا أخرى، والسبب عدم وجود غدد سم على بطن الضفدع، كما شيدت الحكومة أسوار لمحاصرة ضفادع القصب ومنعها من الوصول لبرك المياه، وهناك أيضا مكأفات للتخلص من ضفادع القصب حيث تدفع الحكومة مبلغ من المال لقاء كل ضفدع مقتول!.
أما الحل المحتمل فجاء من أحد جامعات أستراليا، حيث أن الضفادع تتواجد في أستراليا قبل 80 عاما فقط فإن ضفادع القصب لا تخشى كائن محلي يسمى النملة آكلة اللحوم كما يفعل صغار الضفادع الأصليون. فعند مهاجمة النمل لصغار الضفادع الأسترالية الأصلية تلوذ الصغار بالفرار، أما صغار ضفادع القصب فإنها تقف وتقاتل وتموت.
وقال البروفسور شاين "إن ضفدعة القصب تميل بطريقة غبية إلى البقاء في مكانها وتترك نفسها إلى التمزق لقطع ثم يقوم النمل آكل اللحم بحمل قطع من الضفدعة إلى مستعمراتها".
ولا يموت النمل لأن السم في الضفادع يقوم على إحداث أزمة قلبية والنمل ليس به قلب. والنمل آكل اللحم لا يقترب من الكبار لأن ضفادع القصب الكبيرة تنشط ليلا والنمل عكس ذلك. لكن صغار ضفادع القصب تخرج من الماء وتقضي النهار في الشمس حيث تكون فريسة سهلة للنمل آكل اللحم.
والخطوة التالية للبروفسور شاين هي إيجاد وسيلة لضخ عدد من مستعمرات النمل آكل اللحم في الأماكن التي بها حضانات لضفادع القصب.
وقال شاين "يبدو الأمر مشجعا" وأضاف "إن زيادة كثافة النمل آكل اللحم ربما لا يكون له تأثير كبير للغاية على أي شئ آخر غير معدل بقاء ضفادع القصب".
صورة لنملة آكلة لحوم
وثائق مرئية:
وكانت قناة ناشيونال جيوغرافيك قد بثت وثائقياً كاملاً على غزو الضفادع لأستراليا ويحوي على مشاهد مهيبة لأعدادها الهائلة وحتى لإصابات بشرية بسببها، أدعو زوار المنتدى الكرام لمشاهدته
http://www.youtube.com/watch?v=d_XCAOuGSqA
http://www.youtube.com/watch?v=fSN0N4kps_0
http://www.youtube.com/watch?v=eWB7RixsYIw
http://www.youtube.com/watch?v=X7xd8w4YhAA
خاتمة محرر الموضوع:
وإلى هنا لايزال الأستراليون يكافحون الضفادع، بعدما كانوا يكافحون خنفساء القصب، ونرجو من الله ألا يتحولو لمكافحة النمل آكل اللحم بعد حين.
فإلى متى يبقى الإنسان يعبث بالتوازن البيئي الذي قدره الله عز وجل "وكل شيء عنده بمقدار"؟؟، سؤال في رسم البشرية