تذكرت ذلك البرنامج الوثائقي الذي استمر لربع ساعة تقريباً وتم عرضه عام 2007 وأعلنت به الصين رسمياً عن انقراض دولفين نهر بيجي بعد رحلة أليمة لفريق بحث على مجرى النهر لإيجاد ولو حيوان واحد على قيد الحياة ولكن دون جدوى
مقدمة:
لهذا الحيوان تاريخ مؤلم، فهذه الثديات المائية الجميلة كانت تسبح في نهر فيجي ذات يوم، الآلاف منها كانت تسبح، تصطاد وتغوص في مياه النهر العذبة ومع حلول عام 1950 تم إحصاء 6000 حيوان موجود في النهر.
وتعود آخر مرة سجلت فيها مشاهد لهذا الحيوان عام 2007، لتسجل بعدها هذه الحيوانات كأول حيوان مائي ينقرض بسبب سلوك البشر في العصر الحديث، ولتختفي هذه الكائنات الجميلة من على كوكبنا
يوجد اسطورة صينية تقول أن هذه الدلافين ظهرت بعد غرق أميرة صينية في العصور القديمة، ولكن خلال النهضة الصناعية في الصين، حين قررت الحكومة الانتقال بالاقتصاد إلى الشكل الصناعي عوضاً عن الزراعي، ضاقت المساحات الصالحة للحياة في النهر، كما انتشرت عمليات صيدها للاستفادة من جلودها ولحمها
كما تحولت مجاري النهر إلى ممرات مائية مزدحمة جدا بالسفن مما زاد الضغط عليها في بيئتها وقلص عددها بشكل كبير
وصف الحيوان:
لهذا الحيوان أسماء عديدة منها، دولفين النهر الصيني، أو آله نهر بيجي
كما له جسم انسيابي يسهل حركته داخل الماء، وتتميز بزعانف لها نهايات دائرية ولديها منقار الدولفين الشهير وهو أقصر من مثيلاته عن أقربائها البحرية، كما أن عينيها صغيرة جداً وتقع في مقدمة الرأس، لونها رمادي مزرق مع لون أبيض على البطن.
تمتلك من 30-36 سن على كل فك من الفم موزعة وصولاً للمنقار
أهم ما يميزها:
تعتبر هذه الحيوانات من الفصائل القليلة من الدلافين التي لاتمتلك معدتين، بل تمتلك معدة واحدة رئيسية مقسمة إلا ثلاث حجرات، يصل طول الدلفين إلى 8 أقدام وتزن حتى 500 باوند
والمميز أن الإناث تكون أضخم من الذكور
السلوك:
لايوجد دراسات واضحة لسلوك هذا الدولفين في الطبيعة فهي تمضي معظم وقتها تحت الماء، وتتواصل مع بعضها بالنقر والصفير وتعيش في مجموعات صغيرة من 2 - 10 دلافين
التغذية:
تتغذى بشكل رئيسي على أنواع مختلفة من الأسماك الموجودة، وتقوم بالصيد في النهار، وتستخدم مناقيرها في حفر القاع الطيني واستخلاص مافيه من طعام
وتعتبر حاسة البصر لديها ضعيفة جداً وتعتمد على الصدى في التحرك وإيجاد الطعام
الأسباب المباشرة للانقراض:
وكان هناك ثلاثة مراحل هددت حياتها بشكل كبير، فمع حلول السبعينات والثمانينات ماتت نصف الدلافين التي تعيش في النهر، إما بسبب الصيد المباشر أو عالقة في شباك صيد الأسماك، ومع مطلع القرن 21، أودت وسائل صيد الأسماك الكهربائية بأرواح الكثير منها، وأما المرحلة الكارثية الثالثة كانت مع بناء الحكومة لسدود الخانق المسهلة لحركة السفن والشحن مما دمر مواطن هذا الحيوان الجميل بالكامل
إجراءات الحكومة:
قامت الحكومة بعد انقضاء المراحل الثلاثة بدراسة الدلافين وقامت باختيار أحد مجاري النهر الفرعية ليكون مكاناً لتكاثرها، وأرسلت بعدها حملة للبحث على مجموعة من هذه الدلافين لنقلها إلى المجرى ولكن كانت الصدمة كبيرة جداً، فالخزان المحمول على سفينة البحث عاد فارغاً، لم يبقى دلافين!