الصداقه في عصرنا الحالي

[الراحل المغاامر]

الصداقة كلمة تتكون من أحرف معدودة.تنطق بكل اللغات و على كل الأفواه لكن لا يستحق الكل ذكرها . ما أجمل معاني الصداقة! الصداقة تمثل كل الجوانب الإيجابية من الحياة.إنها تعني الوفاء و الصدق و التضحية و الحب.أصبحت الصداقة نادرة في عصر تطغى فيه المطامع و الأحقاد.فما أصعب على الشخص أن يسعد بشيء بسيط لا يعني لغيره شيئا من شخص أحبه بصدق و كان مستعدا للتخلي عن أغلى ما لديه في سبيل الحفاظ عليه ثم فجأة يزول ذلك الحلم الجميل و يجد نفسه مجبرا على كتم الدموع أمامه و التظاهر بعدم المبالاة.و ما أصعب أن تترك عالم الصداقة مجبرا بسبب ظروف لا قدرة لك على التغلب عليها فتكون بين خيارين أحلاهما مرّ:أن تسعد عائلتك أو أن تسعد أنت مع أصدقائك. ما أمرّ أن تعيش لمدة طويلة حلما مبنيا على الخداع و الكذب.فما أشدّ تلك الصدمة حين تعلم أن الشخص الذي اتخذته أعز صديق و كان هو قدوتك و مصدر فخرك أمام بقية أصدقائك و أصدقائه و كان من أول الأشخاص الذين بدأت بهم درب الصداقة الذي ظننته مفروشا بالزهور.و هو الشخص الذي ساندك في وحدتك و كان يخفّف عنك بالكلام الجميل الذي يخترق القلب إلى العاطفة مباشرة و حينها تضطر لتغيير حياتك و وجهات نظرك و تعاملك مع الآخري وفي يوم ما تعلم أنه كان يخادعك و يستغلك لأجل مصالحه الشخصية.تكتشف فجأة أنه كان يستعملك سلاحا كي يؤذي به الآخرين.فتبكي إلى أن تجف الدموع من مقلتيك و تعلق الغصّة بحلقك و تدمر أحلامك وتكتشف أن ذلك الدرب مفروش بالأشواك بدل الأزهار.و اليوم تكون على أبواب الفراق عن ذلك العالم و أولئك الأشخاص لكنك لا تلاقي سوى الأسى بدل كلمات الواع الجميلة.لو حدث معك هذا فهل ستؤمن بالصداقة مجدّدا؟ ألن تخاف من الخداع ثانية؟قلبك الآن دام لأنه طعن بسكين صدئة لذلك لا أظن أنه سيثق بأحد .