يوميات رمادى من جدا طفشان حلقة (4)

[غسان الاشقر]

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين

الحلقة الرابعة

قبل يطلعونا على ظهر السفينة سمعت واحد من المختطفين (نعم هم مختطفين خطفونا من اعز ما نملك وهى الأرض والأهل ) سمعته يقول ,الجماعة إلى نبي نسلمهم الطيور ناس محترفين وراح يصنفوا الطيور لفئات الأكبر حجما والأثقل وزنا سوف يتم تهريبها لأوروبا عن طريق قناة السويس أم الصغيرة بالحجم والهزيلة نوعا ما راح تهرب للسعودية والخليج ,والدول العربية وفئة قليله جدا راح توزع بأراضي مصر للباشاوات والأغنياء.
سمعت واحد من بعيد وباين عليه انه مجرم وداهية قال عطشو الطيور وارفعوا عنهم الأكل بعدين قدموا لهم ماء مع ملح حتى تعطش زيادة بعدين قدموا لهم الماء البارد والمنعش حتى تشرب الطيور كميات كبيره جدا من الماء وبذالك تنتفخ أجسامها وتزيد وزنها.
يالله لهذا الحد وصل الإجرام في بني البشر إلا يفكروا قليلا فقط ,كل همهم هو الحصول على المال ياسبحان الله عندما أتفكر بأحوال البشر أقول الحمد لله إن خلقني طائر ذكى وحساس ولم أكون يوما من الأيام من بني البشر الذي لا يرحم ولا يقدر شي.
وفى هذا الإثناء تذكرت أبنائي وزوجتي وندمت أن سمعت كلام زوجتي فانا احملها المسئولية كأمله على ما حصل لي ولكن الحمد لله على كل حال , قدر الله وما شاء فعل.

عندها خطر في بالي فكره اعتبرها جهنميه وهى إن لا اشرب الماء المالح ولا أكثر من الأكل حتى يكون جسمي هزيل نوعا ما ولكي لا اذهب إلى أوروبا وبما أنى ذاهب ذاهب إلى مكان ما فالأفضل لي أن اذهب لبلد مسلم فالمسلمين دينهم يحثهم على الرفق بنا ومعاملتنا معامله حسنه.

حملونا على ظهر السفينة وكانت سفينة هزيلة لا تتعدى سرعتها (8 عقده بحريه / بالساعة) ناهيك عن دخان الديزل الذي صار باتجاهنا بسبب اتجاه الريح مما سبب لنا الدوار وإمراض الجهاز التنفسي ومن المؤسف أن قد مات في قفصنا الكبير وذالك بسبب كثره شرب الماء وسوء الأجواء ودخان الديزل وسوء لتغذية فلنا ألان أسابيع من أن تم صيدنا لم نأكل إلا حب دوار الشمس!!!!!!!!.

لكن إلى هون على هو جمال نهر النيل وهنا لابد أن اذكر أن المخلوق مهما ابتلي لابد أن يكون لديه أمل وثقه كبيره بالله سبحانه وتعالي.

يقول الحق سبحانه وتعالى في حديثه القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًا فله".. رواه مسلم،

بعد أن قطعنا مسافة أيام وفى إحدى الليالي قابلتنا مركب أخرى وكان الظلام دامس ولا نكاد أن نرى شي وما هي إلا دقائق ونسمع صوت يقول " يسلام أيه الحلاوة دى" دى الصيد المره دي كتير اوى " دحنا حنتنغنغ باء" لم افهم الكلام ولم أعيره اى اهتمام وذالك اننى غير متوقع إن يسوء الحال أكثر من ما نحن فيه.

في الصباح الباكر تم نقلنا إلى المركب الثاني وقد تم رمي الجثث الميتة بالنهر بدون ادني رحمه آو شفقه, ولم تكن المركب الثانية أحسن حالاً من الأولي إلا إن من عليها يغلب عليهم المرح والسعادة وكثره النكات واللعب.سمعت صوت من بعيد يقول خلو بالكم من الطيور دي أمانه برابتنا ولازم نوصلها بسرعة اوى.

يتبع