عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2006, 02:14 AM   #1
FAWAZ
هاوي متميز
 
الصورة الرمزية FAWAZ







قصتي أنا ...... والقاتل

السلام عليكم أحبابي أعضاء هذا المنتدى الجميل,,,,,


في الحقيقة ونا في العشرينات من عمري الان كلما مر بي ذكرى يوم ميلاد أو ذكر لوجود أي شي تتبادر إلى ذهني ذكريات ومواقف وحيدة حصلت في حياتي ,,,,,

عندما كنت في العاشرة من عمري ذهبنا إلى صديق لنا في الصحراء حيث كان يملك عدد لابأس به من الإبل ,,,كان هذا الرجل في أواخر الستينات من عمره لاكن لم تبدو عليه أثار الكبر فقد قضا جزء كبير من حياته في العمل وهو الأن متفرغ لهوايته المحببه إلى نفسه .... وهي الإبل.

يذهب هذا الرجل للإطمئنان على إبله بنفسه فهو يعرف أمراضها وطرق علاجها , ويتأكد من صحتها ومن عددها وأنها على مايرام, بالإضافة أنه يقضي وقتا ممتعا هناك .

وصلت إلى هناك وقد شدني منظر الصحراء التي بدت لي لامتناهية الأطراف , شعرت بخوف ربما لفقدي سريري الوثير أو لفقدي صوت التكييف .... فالمكان هادئ هنا لاأسمع سوى صوت الريح تمر في الخيام....


بعد غروب الشمس .... إجتمعنا لشرب القهوه وتناول التمر .. وجلست أنا بقرب هذا الرجل الكبير في السن فقد كان لطيفا ودودا ...


أخذ ينطلق ويحدثني عن بداية هوايته وعلاقته مع الإبل التي استمرت لسنين طويلة دون أن يشعر بملل أو كلل فهي بالنسبة له جزء كبير من حياته..

أخذ يحدثني ويقص علي بأسلوبه اللطيف الذي يناسب سني , فلم أملك إلا ان وضعت يدي على خدي وأنا أنظر الى عينيه وكأنها كتاب مفتوح أقرأه لأول مره في حياتي ,,,,

في الحقيقه لازلت أتذكر أشياء عن هذا المخلوق العجيب (الجمل) .......

فهو حيوان وديع قليل الذكاء يألف صاحبه ويحبه وهو يخاف من الغرباء وهو يمتلك ذاكره قد تكون أقوى من الإنسان , فهو يتذكر المكان الذي ولد فيه , ويستدل به على أماكن الطرق وأماكن وجود وتجمع المياه حتى ولو بعد مرور سنوات , ايضا يحفظ طريق العودة في البراري فهو غالبا لايتوه ,,,
أيضا يتذكر الإحسان ولا ينسى الإساءه إطلاقا فهو قد يكون حيوان عنيد وعدائي مع الذين لايحبهم...

يتستطيع تحمل الجوع والعطش لفترات طويلة تمتد لأسابيع ..... فهو الحيوان الفقري الوحيد الذي لاتخور قواه إطلاقا عند فقده لأقل من 20% من السوائل في جسمه.... بل يتحمل الأحمال الثقال ويكافح من أجل السير حتى يسقط يلهث أنفاسه الأخيره فهو حيوان صبور...

تختلف كريات دمه الحمراء عن جميع الفقاريات بما فيها الإنسان .. كريات دمه الحمراء تأخذ شكل مختلف عن كريات دم الإنسان الدائريه..

لبنه شديد الحموضه والملوحه ... وقد يسبب الإسهال (أجلكم الله) .. إلا أنه كان قد يكون غذاء الأعرابي الوحيد....

إستخدم الجمل منذ قرون قديمة في الحرب وهو يسمى (الهجيني) , , وهو بذلك يسبق إختراع الدبابه ,, فقد كان ترسانة من الأسلحه تحمل عليه,, والجمل يتحمل الجوع والعطش..... والدبابة لاتتحمل نضب الوقود ,,, والدبابه قد تخدم سنوات ,,, والجمل لايتقاعد إلا بعد عشرين سنه ....


يصيب مرض خطير الجمال فيختفي السنام وينحل الجسم ويقوم عندها بالتوجه إلى الشمس دائما في محاولة منه لإكتساب المناعة أو لعله يتضرع إلى الله وتسمى . .. (عادة الشمس).حتى يموت.


ذكر الله سبحانه وتعالى الإبل في أكثر من موضع في القرأن : سورة الغاشية (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ). وهذا دليل على بديع خلقها.

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (الإبل عز لأهلها).


في الواقع ياأحبابي ......
يوجد الكثير الكثير من الناس يخشون الإبل ويخافونها ... يخافون منها أكثر من بعض الحيوانات المفترسة مع أن الإبل من أكلات الأعشاب.....

يفسر هذا الخوف إلى وجود أساطير وقصص كثيرة تحكي جرائم هذا الحيوان .....

سوف أذكر قصة قديمه هنا ... وهي مفادها أن رجلا إشترى حوارا (صغير الجمل) ,, وأخذ يدربه ويعوده عليه... ومن ظمن الأشياء التي عودها عليه .. أن هذا الرجل إذا رأي الجمل الصغير يستلقي أرضا ثم يدع الجمل الصغير (يبرك) بمعنى يجلس على صدره ,, ومن ثم يكافئ الرجل هذا الجمل الصغير على فعله.......
ومع مرور الأيام إعتاد هذا الجمل فعل هذا العمل مع صاحبه حتى صارت عادة عنده إذا شاهده..
مرت الأيام وكبر الجمل... فأخذه صاحبه إلى رجل يعرفه كان يظمر له شرا ,, فأعطاه هذا الجمل هدية له... أخذ هذا الرجل الجمل وهو لايعرف على ماذا درب عليه...
في الصباح التالي ... أتي الرجل ليطعم الجمل... فلما شاهد الجمل الرجل سارع بالجلوس عليه فمات الرجل ... فسمي ذلك الجمل بالجمل القـــــــــــــــــــاتل....

حقيقة لايهمني ...سمي جملا, أو سفينه الصحراء.............أو قاتل فأنا أحبه...




هذه قصتي مع القاتل ......






وفقكم الله,,,,,,
FAWAZ غير متصل