[احمد فتحي379]

رحلتي مع صيادي الكاسكو في الادغال النيجيرية
سأحكي لاعضاء المنتدى الكرام تجربتي في أدغال نيجيريا لكي أرى كيف يصطادون الببغاوات كالكاسكو والسنغالي المتوافر في الادغال هناك ... منذ عدة أشهر طلبت من أصدقاء لي أن يبحثوا لي عن صياد للطيور لكي يسمح لي بأصطحابهم لمشاهدة الادغال والطيور .. وقد حذرني الاصدقاء من خطورة ذلك ..حيث الطرق وعرة للوصول لتلك الادغال التي تبعد عن مكان عملي وإقامتي بحوالي 700 كم وعدم توافر الامن بتلك المناطق خاصة بالنسبة للاجانب ... ولكني صممت على ذلك الطلب وعرضت مبلغا من المال في سبيل تحقيق ذلك ... جاءني الرد بعد ذلك بالموافقة بشرط عدم تصويرهم اثناء الرحلة فوافقت مع اني كنت اتمنى ذلك.
قمت بالسفر مع صديق نيجيري لبلدة بعيدة وهناك تقابلت مع 10 اشخاص ونمت تلك الليلة في فندق بسيط وفي الثالثة صباح بدئنا الرحلة بسيارة جيب قديمة سارت بنا في مدقات وعرة لمدة ساعتين حتى دخلنا الادغال ولم تستطع السيارة المضي اكتر من ذلك فترجلنا واخذنا نمشي وسط الاشجار والاعشاب الطويلة وعانيت الكثير بسبب الحشرات والتعابين المنتشرة بكل مكان حتى وصلنا لمنطقة مليئة بالاشجار الكثيفة والمستنقعات ....
وهنا بدء الرجال في وضع شباك تشبه لحد كبير شباك صيد الاسماك على اطراف المستنقع حيث اعتادت طيور الكاسكو على الحضور كل صباح لترتوي من المياه وتأكل القواقع الصغيرة هناك .... ومن ثم اختبئنا خلف الاشجار في مخابىء بدائية من غصون الاشجار .. وكان الرجال قد ربطوا تلك الشباك بحبال طويلة تسمح لهم بقلب الشباك عالطيور ... في حوالي الساعة السابعة صباحا وبعد معاناة من قرص الناموس الرهيب بدئنا نسمع اصوات الببغاوات تأتي من بعيد.
بدئت الببغاوات وكلها كانت من الكاسكو في ذلك اليوم بالهبوط على حواف المستنقع حيث كانت الشباك بإنتظارهم وبمجرد نزولهم جذب الصيادين الشباك ووقعت عشرات الطيور في تلك الشباك وأخذت تصرخ محاولة الفرار دون جدوى حيث تشابكت ارجلها واجسامها في الشباك.
من بعدها أخذ الصيادين في الامساك بها ونتف ريش اجنحتها بمنتهى القسوة ...ووضعوها في صناديق كانت معهم وسلال من الخيرزان ... وكانت حصيلة الصيد اكتر من 60 ببغاء كاسكو مما اسعد الصيادين .... ثم رجعنا من نفس الطريق حيث كنا تركنا السيارة الجيب .
قمنا بعد ذلك بالسفر لمكان غريب كان مركز تجميع وبيع لتلك الببغاوات حيث تم بيعها كلها بحوالي 500 دولار فقط (60 طائر) ون ثم رجعنا للفندق .... وبعدها سافرت راجعا لمكان عملي حيث اصابتني الملاريا بعدها وعانيت لمدة اسبوعين من اعراضها الرهيبة.
لكن التجربة كانت تستحق المعاناة حقيقة ... لكن لو عرضوا عليا مليون ريال لن اكررها مرة اخرى !!!!!