منتديات تو زوو

منتديات تو زوو (http://www.2zoo.com/vb/index.php)
-   استراحة الهواة (http://www.2zoo.com/vb/forumdisplay.php?f=19)
-   -   قصة قصير ... وحلوة :) (http://www.2zoo.com/vb/showthread.php?t=17732)

DoMore 28-01-2007 11:18 AM

قصة قصير ... وحلوة :)
 
مرحبا شباب وبنات :)

هذي قصة ثانية لنفس الشخص الي كتب القصة الأولى واتمنى تعجبكم زي ما اعجبتني :)

طبعاً القصص الي موجوده عندي للكاتب كثير وهو يكتب في جريدة الرياض وكان يكتب قبل في بعض المنتديات ... ما اطول عليكم :)



* الأسطورة *






أنين استفراغه كان يهز المكان .

الجدران الصلبة و الأبواب المغلقة لم تستطع أن تخفف من حدة الصوت الذي اخترق كل الحواجز .

عينان حمراوان دامعة .

قطع صغيره من الأكل متناثرة على وجهه .

و يدين مرتعشتين .

هكذا بدا أمام المرآة .

وبعد أن خرج من الحمام ، باغتته نوبة من السعال رافقته حتى دخوله المكتب .

شخصيته غير الودودة لم تجعل أحدا ممن رآهم في الممر يهتم بالسؤال عن صحته .

شخصيته غير الودودة أيضا لم تجعله يهتم لهذا الأمر .

وما أن استقر على كرسي المكتب حتى فاض منه كره لكل شيء حوله .

اخذ يلملم أغراضه مستعدا للخروج .

لكن الحدث الذي جعله ينتظر هو دخول الفراش عليه .

وبدون أن يتبادلا أي كلمه ، وضع الفراش الجريدة وهو يتثاءب وخرج .

بتثاقل غير معتاد مد يده ليلقي نظره على النسخة النهائية من مقاله قبل أن يسمح لهم بطبعه .

لكن الرغبة الجامحة التي كانت تسبق قراءة النسخة الأخيرة من كل مقالاته لم تعد موجودة .

هذا الأمر كان واضحا من طريقة تصفحه للجريدة ببرود .

اخذ يتوقف عند كل خبر في الجريدة أملا في أن يؤجل النظر إلى مقاله حتى آخر لحظة .

الأخبار المتناثرة في الجريدة لم تكن كافية لأن تشده .

بل مع الأسف كانت تستفزه .

تستفزه لدرجة انه بات ينظر إلى أن كل خبر في الجريدة اصله الكذب لا الحقيقة .

لكن الاستفزاز الحقيقي ظهر عندما وقعت عيناه على المقال الذي اقترفته يداه .

لم يملك الجرأة لأن يقرأ حتى العنوان .

باغته شعور بالغثيان ، لكن لم يبق شيء في جوفه لم يخرجه .

صفق بالجريدة عرض الحائط وعاد ليكمل جمع أغراضه .

وقعت يده على مجموعة من قصص الأطفال كان قد اشتراها لابنته .

وبدون سبب مقنع ، تناول إحدى هذه القصص و اخذ يقرأها .

كانت القصة عبارة عن الأسطورة العالمية المعروفة التي تحكي عن الصبي الراعي الذي كان يستنجد بأهل قريته من الذئب ، لكن كل ما وصل الأهالي لا يجدون الذئب ، فيوبخون الصبي على كذبه ، حتى جاءت المرة الثالثة عندها وجد أهل القرية جثة الصبي ممزقة .

لكن نوبة الشك التي تجتاحه جعلت مصير الأسطورة التي قرأها يكون نفس مصير الجريدة .

و إذا كان لا يعرف السبب الذي دفعه لقراءة القصة ، فبالتأكيد لن يعرف سبب إمساكه بالقلم وشروعه في إعادة صياغة الأسطورة .

" كان صبيا عاديا .

ولم يكن هناك أي شيء يميزه عن غيره سوى أن ظروفه المعيشية خانته .

وفي الوقت الذي كان ينعم أقرانه بدفء ذويهم ، كان هو مكوما فوق التل وعينيه مرتكزة على القطيع .

لكن

ما سبب هذه الرعشة التي تزلزل جسده .

لم يكن البرد هو السبب ، فلقد مر بظروف جوية أسوء ولم يتأثر .

ما الذي جعله لا يستطيع الحراك أو حتى البكاء .

لم يكن وقوعه من أعلى التل هو السبب ، فلقد وقع كثيرا ولم يتأثر .

لقد رآه .

رأى بطل جميع القصص المفزعة التي سمعها .

وبنفسه اكتشف أن جميع هذه القصص ما كانت حتى لتقترب من وصف شكله الحقيقي .

كيف ستصف السواد الشاهب .

الأنفاس الملتهبة .

العينين المتشققة .

كيف .

الذئب – هكذا صرخ ألف مره – بكل ما أوتي من قوة صوت .

كان الصوت حادا لدرجة أقنعت الذئب بفشل خطته فابتعد .

وبعد فتره غير و جيزة أقبل أهل القرية متثاقلين لنجدة الصبي .

في المرة الأولى كان انطباع الأهالي عبارة عن أحاديث هامسة تقول انهم عهدوا بمهمة الرعي إلى صبي جبان كاذب .

أما في المرة الثانية فلم يتوانوا من الصراخ في وجه الصبي مهددينه في حالة تكرار هذه الفعلة بأنهم سيسلمونه الذئب بأنفسهم .

بخطى متهالكة كان يسير بأغنامه للمرعى ، يتأمل شروق الشمس بلهفة ، ففي كل يوم كان يقسم أن هذا هو آخر شروق سيراه .

لقد رأى نهايته في عيونهم ، كان يعلم أنهم لن يأتوا .

وبمكان غير بعيد عن المرعى ، كانت الأفكار التي تدور في رأس الذئب مختلفة تماما .

فصراخ الصبي كان منبع المشاكل عندها سيأتي أهله لنصرته هذا هو دأب كل الكائنات على وجه الأرض .

يجب إذن أن يخرس هذا الصوت .

وبحركات مكتومة هرول الذئب ملتفا من حول الصبي ، ولم يكن الذئب يهرول عبثا .

و ماهي إلا لحظات حتى كان الذئب جاثما على صدر الصبي ، وغرز أنيابه في عنقه .

ومن بين الألف صرخة المعتادة ، انطلقت صرخة واحدة فقط من أعماق الصبي .

صرخة كانت كافية لأن تجعل كل من في القرية يرفعون رؤوسهم .

لكنها لم تكن كافية لان تجعلهم ينقضوا العهد الذي أخذوه على أنفسهم بعدم نجدة الصبي أبدا .

تدلى رأس الصبي على الأرض ، كان يحس بالراحة ، لن يجرؤ أحد الآن أن ينكر زيارة الذئب للمكان .

هاج الذئب أيما هيجان ، لقد باء مخططه بالفشل ، في أي لحظة سيتواجد الأهالي .

وبعنف لم يعرف له مثيلا ، غرس أنيابه التي تقطر منها الدماء في أقصى جوف الصبي ، لم تكن غريزة الجوع هي دافعه ، كانت غريزة الانتقام .

لم تهدأ هذه الغريزة إلا عندما نهشت الجثة بالكامل إلا قليلا .

عندها أطلق الذئب ساقيه للريح ولم يعد للمكان أبدا .

لكن أفكار الذئب كانت خاطئة ، ولا يلام في هذا فتفكيره يختلف عن الإنسان .

فالأهالي لم يحضروا إلا عندما استفقدوا أغنامهم آخر النهار .

كالخُشبِ المسندة وقفوا متحلقين حول جثة الصبي .

لم يكونوا يحسون بالحزن لمصير الصبي .

ولم يكونوا يحسون بالفرح لأن أغنامهم سلمت من الاعتداء .

كانوا يحسون بالحيرة .

نعم ، الحيرة .

كيف سيواجهون القرى المجاورة والعار ملتصق بجباههم لأنهم لم يحموا ابنهم .

يستحيل أن يفتضح أمر كهذا .

يجب أن توضع نهاية لهذه الكارثة الآن .

"" لقد كنا نظن الصبي كاذبا "" هكذا تهامسوا .

رد أكبرهم قائلا :

- كاذبا ، هذه بداية جيدة للقصة الجديدة .

عندها

تغيرت كل الوقائع و الأحداث .

لقد أتقنوا الحيلة .

فالقرى المجاورة لم تصدق وحدها القصة بل البشرية كلها صدقتها ، صدقتها لدرجة انهم صنفوها من ضمن الأساطير .

ولا عزاء لذلك الصبي الذي انتهكت طفولته .

ومات ابشع ميتة .

وخلده التاريخ كأحد رموز الكذب التي نحذر الأطفال من تقليدها ."

وضع القلم جانبا واسند رأسه على الكرسي ، ثم تساءل ببلاده :

- يا ترى

ماذا لو كانت هذه هي القصة الحقيقية .

ماذا لو كان الصبي رأى الذئب فعلا .

عندها

هل ستنفع هذه الأسطورة لأن تكون قصة للأطفال بعد الآن .


عاشق الهامستر 28-01-2007 11:23 AM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
مرحبآ مشكووور اخوووي على القصه

fawaz01 28-01-2007 03:22 PM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
مشكور على الموضوع

بو صالح 28-01-2007 03:51 PM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
مشكور اخوي DoMore على القصة الحلوه :)

كاتي 28-01-2007 07:27 PM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
شكور دومار على القصة الجنااااااان

DoMore 29-01-2007 09:05 AM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
الشكر لكم اخواني :)

كاتي اسمي دو مور مو دومار لووول :)

kitten_Q8ia 29-01-2007 09:38 AM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
مشكور

@الذئب الاسود@ 30-01-2007 11:40 AM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
مشكورررر اخوي على القصه الحلوووووووه والرئعه :)

aimmh 31-01-2007 01:53 AM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
مشكوووور اخوي القصه حلوة جدا جدا جدا

DoMore 31-01-2007 10:14 AM

رد: قصة قصير ... وحلوة :)
 
الشكر لكم اخواني :)

واهم شي ان القصة حازت على إعجابكم ورقت لمستوى أذواقكم الحلوة يا حلوين :):):)


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:58 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لمنتديات تو زوو