المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاني (المشاركة 32694)

نوع السلالة وخبرة النحل يؤثران على كمية العسل المنتجة

النحلة تجمع رحيقها من 100 زهرة لتصنع منه 17 غراما من العسل

المتدربون على التربية:

المناحل الصغيرة لها مردود اقتصادي جيد ونأمل في تكثيف عدد الدورات التدريبية

نحلة العسل هي احدى نعم الله على عباده ، فهي تعطينا ما فيه شفاء لنا..وهي الصابرة المثابرة المضحية التي تمثل أدق واعقد المجتمعات ، ولا يجد من يتعامل معها بدأ من ان يحبها ويحسن معاملتها ، ولقد أحبها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وشبه المؤمن الصالح بها ، وقد كثرت المتاجرة بهذه الحشرة المباركة.

وتربية نحل العسل في السلطنة مهنة زاولها الآباء والأجداد بالطرق التقليدية في المناطق المختلفة كذلك لوحظ ان المرأة لها دور ايضا في هذا المجال لذلك اهتمت وزارة الزراعة والثروة السمكية بتطوير مشروع نحل العسل حيث ادخلت طرق التربية الحديثة بين المواطنين ونتيجة لذلك تضاعفت اعداد خلايا نحل العسل في السلطنة.

تعظيم إنتاج عسل النحل:

عسل النحل هو من اعظم منتجات طوائف نحل العسل ولقد ارتبط اسم النحل دائما بالعسل فاذا ذكر النحل يذكر العسل فورا وقد كرم الله سبحانه وتعالى النحل في القرآن الكريم وخصص سورة باسم النحل قال عز وجل فيها ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون). صدق الله العظيم.

وانه لأمر يشغل عقل النحال دائما وهو كيف السبيل لانتاج اكبر قدر ممكن من العسل يتمتع بجودة عالية ايضا وفيما يلي اهم العوامل التي تساعد النحال في تعظيم انتاجه من العسل ذي الجودة العالية.

أولا : العوامل الهامة في إنتاج العسل

هناك عدة عوامل تؤثر بشكل لافت على كمية العسل الناتجة من طوائف نحل العسل وهي نوع السلالة : فهناك بعض السلالات النشطة جدا في جمع الرحيق طالما توفر في المساحات الخضراء القريبة منه ومن اهم السلالات السلالة الايطالية والسلالة العمانية فهاتان السلالتان تتميزان بنشاطهما المكثف بحثا عن الرحيق اينما وجد وقد تتفوق السلالة الموجودة بالسلطنة بالهدوء الشديد وتتحمل ظروفا قاسية سواء من الحرارة الشديدة أو قلة الموارد الرحيقية في سنوات الجفاف لذلك فان اقتناء مثل هذه السلالة في المناطق الصحراوية او القاسية الظروف هي السبيل الأمثل لحصاد قدر جيد من العسل.

وخبرة النحال فمن المعروف ان صناعة تربية نحل العسل تعتمد بشكل اساسي على ثلاثة اضلاع اساسية وهي نحل ونحال ومنطقة (مرع) فاذا توافرت السلالة الجيدة والنحل السليم والنحال المتمرس والمنطقة ذات المرعى الجيد كان النجاح حليف هذه المهنة واذا لم يتوافر أي عنصر من العناصر الثلاثة فان انتاج النحل يتأثر بشدة لذلك فان النحال الواعي عليه ان يدرك انه لكي ينتج قدرا جيدا من العسل لا بد وان يحرص على اعداد طائفته او طوائف النحل الخاصة به بشكل جيد بحيث يقوم بتكثيف التغذية ومعالجة الأمراض ان وجدت والحرص على وجود ملكة شابة وملقحة بكل طائفة.

فوائد نحل العسل

لقد ذكر الله النحل في كتابه العظيم بقوله: ( يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس) ، ولقد اثبت العلم الحديث ان هناك فوائد عظيمة لمنتجات النحل سواء كانت تلك الفوائد غذائية او صحية كما يجب ان لا يرتبط اسم النحل فقط بالعسل فان لم تتوافر مصادر الرحيق خارج الخلايا ما انتج النحل هذا العسل اما المنتجات الاخرى من النحل فهي ذات فوائد عظيمة ولا تتأثر كثيرا بمصادر الرحيق وفيما يلي اهم منتجات النحل وفوائدها الغذائية والصحية.

وتتمثل اهم منتجات النحل في عسل النحل وهو منتج ذو أهمية قصوى بالنسبة للنحل فلقد بذل النحل مجهودا عظيما في انتاجه فيكفي ان نعرف انه لكي تجمع الشغالة حملا واحدا من الرحيق (50 ملغراما) فانه يتعين عليها ان تزور ما يقرب من 100 زهرة ولكي يتحول هذا الرحيق في النهاية الى عسل فأن الخمسين مليغراما وهي حمولة النحلة تتقلص الى 17 مليغرام عسل ويتحتم على النحلة نظريا ان تقوم بزيارة 170000 زهرة لكي تصنع كيلوغراما واحدا من العسل فاذا افترض ان مصدر الرحيق على بعد 5ر1 كيلومتر فانه يتعين على النحلة ان تطير مسافة 000ر21 كلم لكي تصنع 454 غراما من العسل وبالتالي فانه لكي تصنع كيلو غرام واحد عليها ان تطير مسافة 176000كم وهو ما يعادل 8ر3 مرة الدوران حول الكرة الأرضية عند خط الاستواء ومن المدهش في الأمر ان هذا المجهود الضخم وتلك المسافات الشاسعة للطيران تستهلك النحلة الواحدة 136 غراما من العسل أي بمعدل 7ر0 مليغرام من العسل لكي تقطع كيلومترا واحد من المسافة. فسبحان من خلق الخلق.

اضافة الى الشمع ومن المعروف ان شمع النحل من اغلى وأقيم انواع الشموع وشمع النحل يتركب بصفة عامة من هيدروكربونات 16% كحولات احادية 31% ، أحماض 31% ومواد اخرى 9% وتبلغ الكثافة النوعية لشمع النحل 96% ودرجة انصهاره 62 ـ 65م وهو ذو رائحة زهرية ويكون هشا سهل الكسر اذا كان باردا على درجة حرارة 5ر15م أو اقل ويصير كالعجينة على درجة 49م ولكنه لا يلتصق بالأصابع.

والغذاء الملكي وهو سائل كثيف القوام يميل الى اللون الابيض طعمه حار حمضي سكري قليلا يذوب في الماء جزئيا وكثافته 1ر1 في المتوسط وهو غذاء سريع التلف يتأثر بالحرارة والضوء والهواء ويتدهور بسرعة على درجة الحرارة العادية وهو ذو تركيب خاص يجعله يمثل بأكمله في الجسم ويمر في الدم دون الحاجة الى عمليات هضم.

وسم النحل يفرز بواسطة الشغالات وتكون كمية عالية في فصل الربيع والصيف (نتيجة لتوافر حبوب اللقاح) ويمكن القول ان كل شغالة تفرز ما يقرب من 15ر ـ 3ر مليغرام.

وحبوب اللقاح اذ يجمع نحل العسل حبوب اللقاح من اجل استعماله الخاص فالطائفة القوية قد تجمع اكثر من 34 كغم من حبوب اللقاح في الموسم الواحد.

تركيب حبوب اللقاح

يختلف تركيب حبوب اللقاح تبعا للمصدر النباتي الذي جمعت منه حيث ان نسبة البروتينات في حبوب اللقاح تتراوح بين 30 الى 70% والسكريات 30% والدهون 5% وصبغات وهرمونات وانزيمات وفيتامينات (3 ـ 4%) ويمكن القول ان حبوب اللقاح تحتوى على كل ما يحتاجه الكائن الحي.

اضافة الى البروبوليس وهي مادة صمغية يجمعها النحل من قلف بعض الأشجار وبراعم بعض النباتات لكي يقوم باستخدامها في سد الشقوق والفتحات في جسم الخلية وكذلك تحنيط حيث الآفات التي قد تدخل الخلية ولا يستطيع إخراجها.

طوائف نحل العسل:

طائفة نحل العسل هي مجموعة من النحل تعيش معيشة اجتماعية تعاونية في مسكن خاص يسمى الخلية وتتكون طائفة النحل من ملكة وشغالات وذكور.

الملكة : هي الأنثى الوحيدة كاملة التكوين ووظيفتها الاساسية وضع البيض وحجمها أطول من الشغالات، والشغالات :اصغر أفراد طائفة النحل حجما واكثرها عددا وتترواح ما بين (20 ـ 60) ألف شغالة ويقع على الشغالات كل الاعمال خارج وداخل الخلية، والذكور: تتصف الذكور بانها ذات حجم كبير وجسمها اقصر من الملكة وليس للذكر آلة سع ولا خرطوم لجمع الرحيق وهو غير مؤهل للعمل داخل او خارج الخلية ووظيفته الاساسية تلقيح الملكة.

وتشمل محتويات اقراص الشمع داخل الطائفة: اليرقات (الحضنة): ويختلف عددها وأعمارها حسب قوة وعمر الملكة وتوفر العوامل المناسبة لحياة النحل ومواسم التكاثر والنشاط ،والعسل وحبوب اللقاح، وتستخدمها الطائفة لتغذية الحضنة وافراد الخلية.

شروط إنشاء المنحل:

ترك مسافة لا تقل عن 5ر متر بين الخلية والأخرى ومتر بين الصف والآخر لسهولة العمليات النحلية أو (عمليات النحالة) وان يكون بعيدا عن الطرق العامة وحظائر الدواجن والحيوانات وان يكون قريبا من مصدر ماء نقي وجود مكان مغلق ونظيف وذلك لفرز العسل وضع أدوات النحالة فيه وترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين الخلية والأخرى لسهولة عمليات النحالة وعملية فحص خلايا النحل سهلة وغير خطيرة متى ما كنت ملما بطباع النحل واتبعت الاحتياطات الصرورية مثل استخدام أدوات النحالة وهدوء الاعصاب وتجنب الروائح العطرية.

رعاية طوائف النحل:

يكون فحص الخلايات بعد شروق الشمس عند اعتدال درجة حرارة الجو والوقوف على أحد جوانب الخلية وعدم الوقوف امام مدخلها لأن ذلك يعيق من حركة العمل ويدخن عن مدخل الخلية قليلا وعلى فتحات التهوية في الغطاء الخارجي بحيث يدخل الدخان للداخل بعد ذلك يرفع الغطاء الخاري ويوضع مقلوبا على خلية مجاورة او على حوامل الخلايا ويدخل اثناء ذلك على قمم الاطارات ويفرق بين الاطارات وتستخرج الاطارات للفحص واحدا بعد الآخر وتراعي الاطارات الذي به الملكة وتعاد كل الاطارات التي اماكنها بالترتيب بعد انتهاء الفحص وفحص الحضنة والتأكد من سلامة الملكة وفحص الأقراص المحتوية على الغذاء والتأكد من وجود عدد مناسب من اقراص العسل وحبوب اللقاح واضافة اقراص جديدة او رفع الاقراص الزائدة عن حاجة الخلية وتنظيف قمم الاطارات من الشمع الزائد وكذلك جدران الخلية وتنظيف قاعدة الخلية وازالة بيوت الملكات لمنع حدوث التطريد وملاحظة تكوين بيوت الملكات والتأكد من غرض وجودها في الطائفة .

اما الاعراض المرضية في النحل فتشمل تلوث الاقراص وجدران الخلية ببراز النحل وانتفاخ بطن الحشرة وارتعاش الأرجل وتهدل الاجنحة وعدم قدرة النحل على الطيران وزحف النحل امام الخلية وتغير لون الشغالة الى اسود لامع .

الآفات التي تصيب النحل:

النحل كالحيوانات الأخرى ، معرض في بعض الاحيان للإصابة بأمراض واضطرابات بعضها يصيب الحشرات الكاملة مثل الشلل والنوزيما والأكارين ، والبعض الآخر يصيب الحضنة مثل : تعفن الحضنة الأميركي وتعفن الحضنة الأوروبي ومرض تكيس الحضنة .

كما ان هناك عددا من الآفات التي تصيب عسل النحل وهي :الأكارين ـ الفاروا ـ الدبور الأحمر ـ قمل النحل ـ ديدان الشمع ـ النمل ـ طيور الوروار ـ الضفادع ـ السحالي.

التدريب:

تنظم وزارة الزراعة والثروة السمكية بين الحين والآخر دورات تدريبية في مجال تربية نحل العسل بهدف تحقيق المزيد من المعلومات التقنية والعلمية في مجال تربية نحل العسل لدى المربين والعاملين في هذا المجال تربية نحل العسل وتأهيلهم لتحقيق النتائج المرجوة عند اقامتهم مشاريع اقتصادية للعسل وذلك من خلال تمكين المتدربين من كسب مهارات علمية لتنفيذ مناحل عسل النحل بالطريقة العصرية التي تعتمد على التقنيات المتطورة التي تراعي دائما الجانب الاقتصادي للمشروع مع رفع المردود الاقتصادي والمنتظر التي تراعي دائما الجانب الاقتصادي للمشروع مع رفع المردود الاقتصادي المنتظر من المنحل ، اضافة الى جعل المتدرب قادرا على ارشاد الآخرين في مجال تربية النحل بطريقة سليمة ومجدية لما تتطلب تربية النحل من دقة متناهية يتسبب عدم اعتبارها في خسارة مادية واخطار بدنية مؤكدة.

يقول سامي بن خلفان بن سالم البحري : ان الاستفادة من الدورات التدريبية كبيرة جدا حيث تعلمنا الاسس الفنية التي يجب اتباعها قبل وعند شراء المنحل اضافة الى كيفية اعداد المنحل وغيرها من الارشادات المهمة الواجب اتباعها في عمليات النحالة المختلفة والتي لها دور كبير في جعل النحلة تعطي مردودا جيدا من عسل النحل ويضيف حسن بن محمد بن عيسى الفارسي : ان اقامة مثل هذه الدورات لها الأثر الطيب والايجابي في اكساب المتدربين المعلومات والمهارات اللازمة في تربية نحل العسل وانشاء المناحل مستقبلا ، ونتمنى ان تكون في المستقبل دورات اكثر حول تربية واكثار نحل العسل لانها تعتبر مهنة الاباء والاجداد.

حشوم بن خلف الحضرمي تقول: من واجبنا ان نتعلم ونبحث عن المعرفة كلما كانت هناك فرصة سانحة لنا فنحن من خلال الدورات التدريبية في مجال تربية نحل العسل والتي اشتملت على مواضيع كثيرة عن نحل العسل وكيفية تربيته والاعتناء به وغيرها من المواضيع ترسخت في نفوسنا وعقولنا معلومات وأساسيات عن مملكة النحل واتضحت لنا الامور المبهمة وتعرفنا على حقائق لم نكن نعرفها اطلاقا كما تقول ثرية السلامي : اصبحت لدى معلومات عن كيفية انشاء المنحل ذي جودة ونظافة عالية وعن الادوات التي تستخدم عند فحص الخلية والصندوق الذي يعيش فيه النحل ، ومما لا شك فيه فان هذه المعلومات القيمة سوف تثري معرفتنا مستقبلا عن انشاء المناحل الخاصة بنا وخاصة ان هناك عدد من المعلومات لم نكن نعرفها الا من خلال الدورات التدريبية التي تنظمها وزارة الزراعة والثروة السمكية وتقول عزيزة بنت خلف بن سيف الحضرمي : الاستفادة كبيرة من هذه الدورات وهذا ما شجعنا بالفعل على اقامة منحل صغير كبداية وهذا يعود الى جهود وزرة الزراعة والثروة السمكية التي بذلتها من اجل تعريفنا بانشاء وتربية مناحل العسل.

ويضيف هيثم الشماخي : اتمنى ان تكون هذه الدورات متجددة سنويا حتى تكون دافعا لالتحاق الكثير من الشباب في الدورات التدريبية التي تعقد في مجال تربية واكثار نحل العسل حتى تعم الفائدة اكبر عدد ممكن من المهتمين بهذه الثروة النحلية التي وهبنا الله .

وبالتالي مطلوب منا المحافظة عليها وتنميتها واكثارها بالطرق العلمية الصحيحة وهذا لا يتأتى الا عن طريق الدورات التدريبية التي تنظمها وزارة الزراعة والثروة السمكية.